الأربعاء، 31 أكتوبر 2012


    
                                 تجليات صاحب  المقام



حـــــــــــــــا ......  قالها صديقى فادارت عجلات الكوتشوك على الطريق الاسفلتيه المؤديه الى مدينه المولد تدور دقات الطبول برأسى خافته منتظمه الايقاع ويدور حوار طويل بين العم قاسم الذى يجلس على يسار العربه واحد جيرانه الذى حمل اقفاص الخضا ر الفارغه على عربته ليحضر بضاعته من تللك المديته القريبه يبدؤه العم قاسم بالمزاح مع طفله بان ينزل طاقيته الصوفيه على نصف وجهه  فتغطى خضار عينيه ويرفعها فيرتفع معها حاجباه فى حركه كوميديه ترتفع معها ضحكات الطفل ووالده ويفتح العم قاسم بحرا من الكلام لا شاطئ له   ....قالها مجنون فى وسط المولد لبغله الذى لم يركبه فصار فى ارتفاع الجمل ولجاموسته  التى لم يقربها ثور حكى العم قاسم عن شهادته العليا اكل اقاربه لميراثه من ابيه دورانه فى الموالد ببغله وجاموسته حتى اصبح جزء من طقوس بدء الموالد.يقتحم صوت الطبول المنتظمه الايقاع جسدى فيرتعش تقتحم رابطه الخيزران مكانها بقوه   وبحضور العم قاسم ينتهى وجود الاخرين يحملون ربطاتهم ويهيمون على وجوههم  فى شوارع المولد المزدحمه  مــــــــــــــــداد   قالها العم قاسم معلنا وصوله وبدايه التجليات  اقف الى جواره مملوء بالفخر ومستغرق فى التأمل ادير(الكاسكت)على مؤخره رأسى لتحمينى من لفحه شمس الغروب ارتشف رشفات من كوب الشاى وانا اتابع هدير البشر المتدفق الى الميدان وعيون الفتيات المعلقه بصوره الشيخ المعلق على الحائط  بوجهه الاسمر ولحيته البيضاء ووعمامته الخضراء وعيناه الناظره الى الص ............قالها الرجل الذى يسحب فرس الخليفه فاقتحمت اسراب المجاذيب والدراويش وثعابين الطرق الرفاعيه  والاسياخ الحديديه التى تخترق اجساد مجاذيب الطرق الصوفيه بدون نقطه دم واحده ......مــــــــــــــداد .... قالها رجل بسيط داخل صندوق السياره النصف نقل وهو يردد نقوط المولد  بأسماء تجار المدينه الذين يتبرعون بمعونات لاقامه المولد سنويا ......قالها ماسك الصاجات فى وسط الصفوف وهو يحرك شعره الطويل امام وجهه ناحيه اليمين مره وناحيه اليسار اخرى ويطلقها مع زفره قويه من الصدر. .....مـــــــــــــــــداد ..... فيشتعل الميدان بالصيحات وترتعش اجساد الدراويش من حوله وتزداد دقات الطبول  ويتوحد الايقاع فى لحن سماوى جميل يرقص معه سرب الحمام فى سماء  الميدان مـــــــــــــــــــــــــداد  قالها العم قاسم  ويده تهوى على وجه احد لصوص المولد الذى اراد ان يسرق عود خيزران فخدرته يد العم قاسم التى تفوق فى ثقلها حقن المخدر فى العمليات الجراحيه  فجرى وهوى يتخبط فى الماره وكانه مسطول لايعرف موضع قدميه ........ قالتهاالسيدات التى يرتدين الطرح السوداء على رؤسهم  تتدلى الاقراط الذهبيه الطويله من اذانهن والالون الخضراء لعرائس الوشم تشتبك مع فرسان الوشم على ايدى الرجال اخوه الطريق وهم فى طريقهم لقرائه الفاتحه واشعال الشموع تبركا بصاحب المقام ....مــــــــــداد.....  اطلقها فتى يحمل فوق ظهره كرسى الطريق الشاذليه الحديدى ليستعين بها على حمله الثقيل تشتبك عيناى بالايدى التى تقرع الطبول لتصل الى مداها وتغيب فى السماء الواسعه تمضى دقات الطبول فى لحظه واحده الى الخفوت يتقدم الخليفه الصغير بفرسه الشاهقه البياض المغطاه بالبيارق الخضراء و وتحاوطه بيارق الطرق الصوفيه  فى ايديهم ويبدو وكانه نزل من السماء على فرسه بجلبابه الابيض وشاله الابيض وحمره وجهه المشربه بالبياض  ويحاوطه الاصدقاء مشبكي ايديهم  فى حلقه كبيره تحيط بالخليفه حتى لا تلمسه اعين العامه فتلوث طهر الموكب مــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد  لحنها المنشد وهو يهز رأسه طربا ويصعد منصته امام الصارى ويبدأ فى الانشاد              (ياسيدى على ...ياجد الحسين ....ياست ياطهره ..ز يا ام الحسنين   )    يهيم المجاذيب والعامه والنساء  فى طابق الذكر الذى لا اخر له وهم يطوحون اجسادهم ناحيه اليمين مره ومعها لفظالجلاله (الله) وناحيه اليسار مره ومعا تعلو( حى)  يزداد الانشاد جمالا  ويزداد تدفق البشر الى الميدان  فيزداد الطابق حراره ووجدا يضرب الصداع الخفيف مقدمه راسى فاطلب كوبا اخر من الشاى استعين به على  فتح عيناى اكثر و متابعه السامر والتجليات (ياسيدنا النبى شفاعه شفاعه لاحبابك شفاعه ).......مـــــــــــــــــــــــــــداد........ قالها المنشد على منصته العاليه وشاركه ابن العم قاسم وهو يظهر من اول الميدان مطوحا جسده مثل الدراويش وضاربا كف بكف معلنا حضوره واقتراب رحيلنا يعلو هدير الطابق تتشبث روحى بصوت الطبول تصعد معها الى السماء ولا تتبين سوى حاله الوجد الروحانيه التى اخذتنى  من الار ض الى السماء الواسعه  ......حــــــــــــــــــــــــــا .......قالها صديقى وهويدير عجلات الكوتشوك  ونحن عائدون الى القريه اتذكر روحى التى نسيتها منذ عصر اليوم فأهرول عائدا بنظرى الى السماء باحثا عنها...........


قصه
  ل محمد عارف